موضوع النقاش
الإخوة والأخوات الزملاء والزميلات أدرك ان متراكما ثقيلا ربما كان وراء الإحجام عن مناقشة بعض القضايا والحوار حولها وربما اعتبارات أخرى كثيرة قد لااحيط بها أو لا أدركها لكن ما أدركه تماما أن ثلة مميزة من المثقفين والكتاب والأدباء العرب وقد جمعهم هذا الفضاء الثقافي المميز ايضا لن يتأخروا عن مناقشة أي شيء يمكن أن يكون فيه خير لهم ولأمتهم ولوطنهم وفي النهاية لن نخسر شيئا خاصة وأن غيرنا يفاوض ويعترف ويفرط نحن حتما لن نفعل ذالك ولم نفكر مجرد التفكير به لأن غايتنا إرجاع الحق كاملا غير منقوص لأهله هذه إذن دعوة ملحّة لقليل من سعة الصدر والحوار بهدوء وجرأة حول هذا الموضوع(دولة إسراطين في الكتاب الأبيض)وهي محاولة محايدة وعلمية جادةمن أجل حل عادل ونهائي لما يسمى ( مشكلة الشرق الأوسط) المزمنةويجنب المنطقةمصائب العنف والحرب والدمارويورد آراء وتصورات لعرب ويهود طرحوها من قبل ومشاريع دولية تزكي وتؤيد الحلالذي يقترحه الكتاب الأبيض والله من وراء القصد.
فلسطيـــن
هذا هو الاسم الذي ذكره التاريخ والكتب الدينية لهذه البلاد، وهو نسبة لسكانها الأصليين الفلسطينيين ، وهذا يعترف به العهد القديم في أسفار يوشع والتكوين والتثنية..إلخ، وتذكر الأسفار أسماء من عناقيين ورفائيين وكنعانيين، ويبوسيين وحثيين وفينيقيين..إلخ ، حيث يقول سفر الخروج صراحة : ( وكان لمّا أطلق فرعون الشعب أن الله لم يهدهم في طريق أرض فلسطين) . و ظل الاسم هو فلسطين طيلة فترة الانتداب ، ويذكرهذا في كل المشاريع والتسويات التي اقترحت، ويعترف بهذا حتى غلاة الحركة الصهيونية أمثال ( شموئيل كاتس ) مؤسس حركة ( حيروت ) الصهيونية، وأحد قادة منظمة الجيش القومي الصهيونية حيث يقول :- كل المؤسسات الصهيونية في العالم كانت تحمل اسم فلسطين، و يضرب أمثلة على ذلك : " انجلو ـ بالستاين" كان مصرفا صهيونيا، وصندوق التأسيس اليهودي كان اسمه صندوق التأسيس الفلسطيني ، و كذلك صندوق عمال فلسطين كان يهوديا ، وكانت أناشيد فلسطين في المنفى أناشيد صهيونية ، و يقول: كنا نحتفل بعيد الشجرة في المهجر باسم عيد الشجرة الفلسطيني، وإن صحيفة (بالستاين بوست) كانت صحيفة صهيونية وهي الناطقة باسم الاتحاد الصهيوني، وكان اسمها " البريد الفلسطيني " ، ويقول : لم يستبدل اسم فلسطين إلا بعد قيام ما سمِّي (بدولة إسرائيل) . و يعترف بأن اللغة ( العبرية ) بُدِئ في استعمالها في طبرية في القرن العاشر فقط، وحتى روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ردّه على رسالة الأمير عبد الله أمير الأردن في آذار 1944 م يقول : فيما يختص بفلسطين فلي السرور أن أنقل إليكم التأكيدات أنه ليس في نظر الولايات المتحدة الأمريكية أخذ أي قرار بتغيير الوضع الأساسي في فلسطين بدون مشورة العرب واليهود التامة .
على العموم فإن تاريخ فلسطين بغض النظر عن اسمها، مثلها مثل بقية أقطار المنطقة ، سكنتها أقوام مختلفة، و تداولتها قبائل، وأمم، وشعوب كثيرة جدا، بعضها مهاجر.. وبعضها غاز. وشهدت حروبا كثيرة.. وموجات بشرية من كل اتجاه، فمن الناحية التاريخية لا أحد له الحق في أن يؤكد أنها أرضه هو، فذلك مجرد ادعاء، ولا يوجد ما يعطي الحق لطرف في جزء من فلسطين، وأن ليس له الحق في الأجزاء الأخرى .
دولة لليهود :
هذه أول فكرة اعتقدها أصحابها لحماية اليهود (تيودور هرتزل مثلاً) في العصر الحديث، والدافع لها هو الاضطهاد الذي يتعرض له اليهود في أوروبا تحديدا و هذا قبل عهد هتلر، ورُشِّحت قبرص و الأرجنتين .. وأوغندا .. والجبل الأخضر وفلسطين وسيناء لقيام دولة لليهود للتخلص منهم في أوروبا . إذن لم تكن فلسطين بالضرورة هي الوطن القومي لليهود ، كما يؤكد هذا التاريخ .
وعد بلفور:
الدافع وراءه هو التخلص من اليهود في أوروبا أكثر منه كونه تعاطفا معهم . اضطهاد اليهود : إن هذه الجماعة سيئة الحظ ، وتعذبت كثيرا على أيدي قادة وحكومات وأقوام منذ القدم، لماذا ؟ تلك هي إرادة الله ، المذكورة في القرآن من فرعون مصر إلى ملك بابل إلى الرومان ،طيطوس ، وهدرين ، وإلى ملوك إنجلترا أمثال إدوارد الأول تعرضوا للنفي والأسر والذبح والغرامات والاضطهاد بكل أنواعه على يد المصريين ، والرومان ، والإنجليز ، والروس ، والبابليين ، والكنعانيين ، وأخيراً ما تعرضوا له في عهد هتلر.
العرب و اليهود :
ليست هناك أي عداوة بين العرب واليهود ، بل هم أبناء عمومة للعرب العدنانية ، نسل إبراهيم عليه السلام، وعندما تمّ اضطهاد اليهود استضافهم إخوانهم العرب، وأسكنوهم معهم في المدينة ومنحوهم وادي القرى الذي سمِّي بهذا الاسم نسبة للقرى اليهودية، أما بعد ظهور الإسلام المحمدي فقد كره اليهود ألا يكون النبي منهم فأضمروا له العداء، ووقعت بعض الغزوات ضدهم ، شأنهم شأن الكفار من قريش ، ومن العرب المرتدّين . اليهود طُرِدوا مع العرب من الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر.. تمّ إيواؤهم في البلاد العربية، ولذلك تجد ما يسمَّى بحارة اليهود في كل بلد عربي . وكانوا يعيشون في سلام وودّ مع إخوتهم العرب .
مشاريع حلول بإقامة دولة واحدة :
1- المشاريع البريطانية
اشتراطاتها :
1ـ عودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين أينما كانوا وحيثما رغبوا ، لأنه غير جائز جلب يهود لم يكونوا من سكان فلسطين . لا هم .. ولا أجدادهم . ومنع فلسطينيين التجأوا ونزحوا من فلسطين بعد عام 1948م الأمس القريب . خاصة وأن اليهود يؤكدون أنهم لم يطردوا الفلسطينيين ، بل الفلسطينيون هم الذين صدقوا الدعايات وفروا من ديارهم . ويكفي أن عضو أول كنيست، ومن قادة حركة ( حيروت) وأحد قادة منظمة الجيش القومي ، وهو من أشهر المتطرفين يدعى " سموئل كاتس " وهو يستشهد بأقوال الجنرال كلوب باشا الذي يقول : ( لقد أصيب المواطنون العرب بالهلع وهجروا قراهم بدون أن يتعرضوا لأي تهديد خلال الحرب ) .
يقول هذا الكاتب: هكذا نشأت الكذبة القائلة: إن اليهود طردوا العرب بالقوة من قراهم ، ويقول : لقد تحدث المراسلون الذين غطّوا حرب 1948م بمن فيهم أكثرهم عداء لليهود عن فرار العرب . ولكن لم يقولوا إن هذا الفرار إجباري، ولم يلمحوا بذلك حتى التلميح . ويعترف ( السموئل ) المذكور بحدوث ظاهرة غريبة ، وهي ظاهرة الفرار . ويعترف أيضا بأنها وقعت على نطاق واسع، ويعترف بأنها فرار جماهيري لجموع الفلاحين من المفروض أن يبقوا منغرسين في أراضيهم الزراعية ويقول : إن الرجال فرّوا ولم يدافعوا عن منازلهم، وإن هذه الظاهرة للفرار الجماعي الواسع لتلك الجموع الفلسطينية تحتاج إلى تفسير منطقي. ويستشهد أيضا بما كتبه مراسل جريدة التايمز في عمان : إن سوريا ولبنان وشرقي الأردن والعراق قد امتلأت بالفارين القادمين من إسرائيل ، ويستغرب كيف فروا ولم يبقوا في إسرائيل ولم يقاتلوا .
ويستشهد كذلك بأقوال ( آميل الغوري ) سكرتير الهيئة العربية العليا في خطابه أمام اللجنة السياسية الخاصة بالأمم المتحدة في 17 تشرين الثاني1960م حيث قال الغوري : ( إن الأعمال الإرهابية الصهيونية التي رافقتها أعمال قتل جماعي هي التي تسببت في خروج العرب بجماهيرهم من فلسطين وكان ممكنا منع نشر هذه الأكاذيب وهي في مهدها ) .
و هذا الاستشهاد يراد منه تأكيد شيئين أولهما الاعتراف بأن خروجا جماهيريا قد وقع بالفعل ، وثانيهما هو أن أسباب هذا الخروج هي نشر دعايات رهيبة كاذبة عن مذابح وهمية، وخاصة ما أشيع أنه وقع في قرية دير ياسين الشهيرة .
هذه الأقوال والشهادات وغيرها كثير تُعْرَض هنا في هذا الكتاب الأبيض للاستفادة منها في الوصول إلى حلّ نهائي .
فهي تؤكد من جهة وعلى لسان صهاينة قادة وأساتذة ومراقبين محايدين .. ومراقبين منحازين ـ تؤكد شهاداتهم :
أولا ـ أن الفلسطينيين كانوا يسكنون هذه الأرض ، ولهم فيها مزارع ومساكن حتى عام 1948 ، 1967 .
ثانياً ـ أنهم خرجوا من هذه الأرض منذ 1948 وتركوا مزارعهم ومساكنهم خائفين من المذابح سواء أكانت هذه المذابح حقيقية أم كاذبة .
ثالثا ـ يشهد قادة وأساتذة من أبرز أعضاء الحركة الصهيونية وممن شاركوا في نزاع 1948 م أن اليهود لم يطردوا الفلسطينيين من فلسطين لا من مزارعهم .. ولا من مساكنهم ، بل الفلسطينيون هم الذين صدقوا الدعايات المرعبة . وخرجوا من فلسطين .
رابعا ـ إن الذين خرجوا كانوا جماهير غفيرة وأن الخروج كان على نطاق واسع .
وهذا شيء إيجابي جدا يساعد على حلّ المشكل .
إذن اليهود لا يكرهون الفلسطينيين ، ولا يريدون إخراجهم من أرضهم فلسطين ، ولم يقرروا ذبحهم كما كان يشاع .. وأنه حتى مذبحـة دير ياسيـن ليست حقيقية ، وأن العرب من غير الفلسطينيين هم الذين هجموا على فلسطين وأعلنوا الحرب على اليهود .
لنصدق كل هذا ولنعد إلى المربع الأول .. ونقطة الأصل لكي نحـلّ المشكل ألا وهو إرجاع أولئك الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين منذ عـام 48 ، وحتى 67 . خاصة وأن اليهود يؤكدون أنهم لم يطردوهم . بل فروا للأسباب المذكورة . وهذا يعني أنه لا اعتراض حتى من اليهود الذين احتلوا أرضهم على بقائهم فيها . وهذا أهم مفتاح لحلّ المشكل وهو عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين . وهذا الإجراء فيه إعادة المياه إلى مجاريها ، وهو تنفيذ لقرار الأمم المتحدة الصادر في 11 كانون 1948م الذي ينص على عودة اللاجئين في بنده رقم ( 11 ).
و ليس هناك أي وجه حق .. و لا مشروعية في الاعتراض على هذا إطلاقاً .
و لنأخذ الدروس المستفادة من التاريخ ، لحلّ المشكل ، حيث يؤكد العهد القديم من الكتاب المقدس كما ذكرنا ، ويسجل تاريخ المنطقة كذلك أن فلسطين كانت تتداولها قبائل وأقوام عديدة ، وكانت منطقة صراع بالكامل ، وليس صراعا على جزء منها ، وأن الفلسطينيين كانوا هم السكان الأصليين ، وأنها سميت فلسطين نسبة للفلسطينيين ، وأن اليهود والحركة الصهيونية حتى عام 48 / كانوا يسمونها فلسطين . وكما ذكر سابقا في هذا الكتاب فإن كل حركة صهيونية أو مصرف أو أي مؤسسة يهودية كانت تسمىّ فلسطينية ، واستمر هذا بشهادتهم هم أنفسهم حتى عام 1948 م .
إذن ليس لأحد ـ كما ذكرنا وفقاً لتاريخ المنطقة ـ الحق في منح نفسه كل فلسطين ، أو الحق في منح غيره جزءا منها