تعلّم أساسيات تطوير الويب خطوة بخطوة بأسلوب مبسط وعملي

يشهد عالمنا اليوم تحولًا رقميًا هائلاً، ويعد تطوير الويب في قلب هذا التحول، فمن المتاجر الإلكترونية إلى منصات التواصل الاجتماعي، ومن التطبيقات الخدمية إلى المواقع الإخبارية، باتت المواقع والتطبيقات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

هذا الطلب المتزايد على التواجد الرقمي، أدى إلى اندفاع كبير من الأفراد لتعلم تطوير الويب لتغيير المسار المهني وتعزيز المهارات الحالية، فإذا كنت من هؤلاء، فإننا نقدم لك في هذا المقال دليلًا مبسطًا وعمليًا يساعدك على التعلم، ونوضح لك أهم المسارات المختلفة لمساعدتك في اتخاذ الخطوة الأولى بثقة.

ما هو تطوير الويب؟ وهل سيختفي المطورون مع تقدم الذكاء الاصطناعي؟

خلافًا لبعض الاعتقادات السائدة، لا يرتبط تعلم تطوير الويب بالضرورة بخلفية أكاديمية محددة أو بإتقان معقد للرياضيات، إنما يرتكز هذا المجال بشكل كبير على التفكير المنطقي، ومهارات حل المشكلات، والإبداع. وحتى إذا لم تكن تمتلك المهارات اللازمة، فإنه مع الممارسة والتعلم المستمر، ستحصل عليها.

يشتمل مجال تطوير الويب بشكل أساسي على تطوير الواجهات التي يتفاعل معها المستخدمون، مثل واجهات المواقع الأمامية ولوحات التحكم الخاصة بها، بالإضافة إلى بناء المنطق الذي يحكم ويضمن عمل هذا الواجهات بكفاءة وأمان، فضلًا عن إعداد الخوادم وقواعد البيانات.

وبخصوص القلق من أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحل مكان مطوري الويب عما قريب، فإن هذا ليس دقيقًا، حيث يمكن لأدوات مثل ChatGPT و Claude و Gemini و Cursor أن تساعد على كتابة الأكواد، لكن يبقى الجانب الإبداعي وهندسة البرمجية أمور تحتاج إلى البشر، حيث تتطلبًا فهمًا عميقًا لتجربة المستخدم، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغطيها مهما بلغ مستوى تطوره، خاصة في التطبيقات المعقدة.

مسارات تعلم تطوير الويب ومكونات أي تطبيق أو موقع

يتكون أي موقع أو تطبيق ويب من الواجهة الأمامية والواجهة الخلفية، وبناء على ذلك ينقسم تطوير الويب إلى مسارين أساسين هما:

1. مسار تطوير الواجهات الأمامية

يطلق عليه أيضًا مسار تطوير واجهات المستخدم، ويشمل تطوير كل ما يراه المستخدم ويتفاعل معه مباشرة في المتصفح، مثل لوحة التحكم، والصفحة الرئيسية للموقع، ويتضمن إضافة وتخطيط العناصر، مثل القوائم والأزرار والنصوص والصور، والجوانب المرئية والتفاعلية الأخرى.

2. مسار تطوير الواجهات الخلفية

هي تطوير كل ما لا يراه المستخدم في التطبيق، مثل معالجة البيانات التي يدخلها المستخدم في نموذج التواصل، وتخزينها في قواعد البيانات، وتنفيذ العمليات المنطقية التي تضمن عمل الموقع بكفاءة وأمان، ويقع أيضًا ضمن إطاره التعامل مع الخوادم وقواعد البيانات وتجهيز بيئة عمل التطبيق أو الموقع.

ويمكن للمطور أن يخوض في تعلم كلا المسارين بدلًا من أن يتخصص في مسار واحد، ويطلق عليها حينها مطور ويب شامل.

كيفية تعلم تطوير الواجهات الأمامية (Front-end Development)

تُبنى الواجهات الأمامية التي تظهر للمستخدمين ويتفاعلون معها بواسطة لغات ترميز وبرمجة، وتتطلب معرفة جيدة بهذه اللغات، بالإضافة إلى معرفة بمجموعة من الأدوات المرتبطة بها.

لغات تطوير الواجهات الأمامية

تشمل هذه اللغات:

  • HTML: هي لغة ترميز تعد الهيكلة الأساسية لصفحات الويب. تُستخدم لإنشاء العناصر المختلفة للصفحة مثل العناوين، والفقرات، والصور، والروابط.
  • CSS: هي لغة ترميز أيضًا، وتُستخدم لتنسيق وتصميم مظهر عناصر HTML عبر تحديد الألوان والخطوط، والتباعد، والتخطيط.
  • JavaScript: هي لغة البرمجة التي تجعل المواقع تفاعلية وديناميكية. تُستخدم لإضافة وظائف مثل التحقق من صحة النماذج، وتحديث المحتوى بدون إعادة تحميل الصفحة.

لتتضح الصورة لديك أكثر عن المهام الدقيقة لهذه اللغات، تخيل أنك تبني صفحة ويب لإنشاء حساب في أحد التطبيقات. عند استخدام لغة HTML فقط لبناء الصفحة فإنك ستجد عند فتحها باستخدام المتصفح الهيكل الأساسي الذي كتبته دون أي تنسيقات.

صفحة منشأة باستخدام HTML فقط

بمجرد كتابة أكواد لغة CSS وربطها أو تطبيقها على الصفحة، فإن التنسيق سيتحسن وستصبح الصفحة أكثر جمالًا وجاذبية وبديهية، فهذه اللغة مسؤولة عن كل ما يتعلق بالمظهر الذي يحسن تجربة الزائر.

بعد إضافة CSS إلى الصفحة السابقة

وبعد ذلك يحين دور JavaScript لإضفاء الحيوية والتفاعلية على الصفحة، حيث يمكن من خلالها التفاعل مع مدخلات المستخدم، وإظهار النوافذ المنبثقة التي تتضمن رسائل الخطأ على سبيل المثال.

تستخدم JavaScript للتعامل مع إجراءات المستخدم وعرض النوافذ المنبثقة

أدوات وتقنيات أخرى

بعد أن تعرفت على اللغات الأساسية التي تشكل هيكل وعصب الواجهة الأمامية، نأتي إلى التعرف على الأدوات والبرامج التي لا غنى هنا، والمهمة لأي مطور واجهات أمامية، فهذه الأدوات ليست أدوات مساعدة بل ركائز أساسية تمكنك من كتابة الأكواد بكفاءة، وتحديد وإصلاح الأخطاء، وهي:

  • محرر الكود: يمثل ورشة العمل الأساسية لمطور الواجهات الأمامية، وهو عبارة عن برنامج مصمم خصيصًا لإعداد وتنسيق الأكواد البرمجية، ويوفر ميزات عديدة لزيادة الإنتاجية والسرعة والكفاءة. من أفضل وأبرز محررات الأكواد الموجودة Visual Studio Code و Cursor.
واجهة برنامج تحرير الكود Cursor
  • أدوات التصميم: لا يقع ضمن نطاق المطور التصميم، لكنه سيتسلم التصميمات من خلال أدوات التصميم التي يعمل عليها المصمم، وبالتالي يجب أن يكون على دراية بأهم هذه الأدوات مثل Figma.
  • أدوات تصحيح الأخطاء: ستحدث أخطاء أثناء العمل على تطوير البرمجيات، ولهذه السبب يجب أن يكون المطور قادرًا على التعامل مع أدوات تصحيح الأخطاء المتوفرة في كل المتصفحات الحديثة، وأهمها Inspector و Console و Network.
أداة Inspector في متصفح جوجل كروم
  • نظام التحكم بالإصدار Git: يسمح هذا النظام بتتبع التغييرات التي تجريها على الكود، ويوفر إمكانية العودة إلى إصدارات سابقة من البرنامج، وإنشاء فروع لتجربة ميزات جديدة دون التأثير على الكود الأساسي.
  • منصة GitHub: هي خدمة ويب توفر نظام Git مع استضافة، وتسهل التعاون بين المطورين، وإدارة المشاريع، ومراجعة الأكواد. توجد منصات بديلة مثل GitLab و Bitbucket، لكن هذه المنصة هي الأشهر.

الجدير بالذكر أن كافة هذه اللغات وكل هذه المفاهيم التي يؤدي إتقانها إلى تعلم تطوير الواجهات الأمامية، مشروحة بشكل عملي ونظري في دورة تطوير واجهات المستخدم من حسوب، لذلك ينصح بها إذا أردت احتراف هذا المسار.

كيفية تعلم تطوير ويب الواجهات الخلفية (Back-end Development)

يجب على مطور الواجهة الخلفية أن يعرف كيفية التعامل مع مجموعة من التقنيات ولغة برمجة واجهة خلفية واحدة على الأقل على النحو التالي:

الخوادم

الخادم هو المكون الذي يستقبل الطلبات من العملاء، ثم يعالجها اعتمادًا على الأكواد البرمجية المكتوبة بإحدى لغات الواجهة الخلفية، ثم يرسل الاستجابة إلى العميل، ويمكن أن يشير هذا المصطلح إلى الجهاز المادي الذي يجعل العمليات ممكنة، أو إلى البرنامج الذي يعمل على هذا الجهاز ويحكم العملية.

وتوجد نوعان أساسيان من أنواع الخوادم على مطور الواجهة الخلفية معرفتهما، أولهما خوادم الويب مثل Apache و Nginx، ووظيفتها استقبال طلبات HTTP، وتقديم محتوى الويب، والثاني خوادم التطبيقات وهي بيئات يتم فيها تشغيل الأكواد المكتوبة بلغات برمجة خلفية معينة، مثل Node.js الذي يوفر بيئة تشغيل JavaScript.

قواعد البيانات وأنظمة إدارة قواعد البيانات

قاعدة البيانات هي المكان الذي يخزن كافة بيانات الموقع أو التطبيق بشكل دائم ومنظم، ونظام إدارة قواعد البيانات هو البرنامج المسؤول عن تنظيم وإنشاء وتعديل واسترجاع وتأمين هذه البيانات، فهو صلة الوصل بين التطبيق والبيانات المخزنة.

ويوجد نوعان من قواعد البيانات هما قواعد البيانات التي غير العلائقية التي تخزن البيانات في جداول منظمة تتكون من أعمدة وصفوف، وتستخدم لغة SQL للتعامل مع البيانات ومن أشهرها MySQL، والنوع الثاني هي قواعد البيانات غير العلائقية التي تتميز بعدم التقيد بهيكلية صارمة للتخزين منها قواعد بيانات المستندات التي تكون صيغتها JSON أو BSON.

واجهات برمجة التطبيقات (APIs)

API هي مجموعة من القواعد التي تسمح للبرامج المختلفة بالتواصل مع بعضها، وتلعب دورًا حيويًا في ربط الواجهة الأمامية بالواجهة الخلفية، كما تستخدم لربط خدمات مختلفة مع بعضها بشكل آمن دون الحاجة إلى الوصول إلى قاعدة البيانات للخدمات المرتبطة.

على سبيل المثال يمكن استخدام الـ API للتأكد من إتمام عملية الدفع الإلكتروني لدى البوابة المعنية والمضافة في تطبيقك، كما يمكن استخدام API خاص بخدمة خرائط لعرض المواقع الجغرافية ضمن تطبيقك. 

لغات برمجة الواجهة الخلفية

تستخدم لغات برمجة عديدة في تطوير ويب الواجهة الخلفية، لكن ليس عليك أن تتقن كافة هذه اللغات، بل يكفي إتقان لغة واحدة. لكل لغة من هذه اللغات نقاط قوة وضعف، ويعتمد اختيار اللغة الأنسب على عوامل عديدة تحددها طبيعة المشروع وخبرتك في هذه اللغات، وأهم هذه اللغات هي:

  • لغة Python: ليست مخصصة لتطوير الويب، لكنها قوية في هذا المجال، وتشتهر ببساطتها وسهولتها، وتتميز بغناها بالمكتبات، الأمر الذي يسمح بإنتاجية أعلى مقارنة مع باقي اللغات، وتعد الأنسب في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
  • لغة PHP: هي لغة مفتوحة المصدر، ومتخصصة في تطوير الويب، تعد من أكثر لغات البرمجة استخدامًا، وتشغل الجزء الأكبر من مواقع الويب، كما تمتاز بسهولة تعلمها، وتكاملها الممتاز مع قواعد البيانات ودعمها بواسطة شركات الاستضافة، وهي مناسبة لمختلف تطبيقات ومواقع الويب.
  • لغة Ruby: هي لغة برمجة ديناميكية كائنية التوجه، حيث تمتاز بالسرعة والمرونة عند كتابة الكود، إذ لا حاجة لتعريف كل شيء مسبقًا، ولديها إطار عمل شهير يسمى Rails يوفر الكثير من الأدوات والميزات الجاهزة، وتعد مناسبة عند الحاجة لتطوير منتج بسرعة، وفي التطبيقات التي تتطلب الكثير من العمليات على قواعد البيانات.
  • لغة JavaScript: تتوفر بيئة عمل تدعى Node.js تسمح بتشغيل هذه اللغة على الخادم بالرغم من أنها لغة واجهة أمامية أيضًا، وتمتاز بأنها توفر أداء مرتفعًا في التطبيقات التي تتطلب اتصالات متزامنة، مثل تطبيقات الألعاب والدردشة.

ولا حاجة في البداية لتعلم أكثر من لغة من هذه اللغات، إنما يكفي اختيار واحدة بناء على المجال الذي تريد التخصص به، وتعلمها.

وتستطيع البدء بتعلم إحدى هذه اللغات بالإضافة إلى باقي التقنيات المطلوبة في تطوير ويب الواجهة الخلفية عبر الاشتراك بإحدى دورات أكاديمية حسوب.

تطوير الويب الشامل (Full Stack Development)

تطوير الويب الشامل هو ببساطة تطوير الواجهتين الأمامية والخلفية، ومطور الويب الشامل هو المطور الذي يجمع بين المهارات اللازمة لتطوير كلتا الواجهتين.

إذا أردت أن تصبح مطور ويب شامل، فيفضل أن تبدأ بتعلم الواجهة الأمامية أولًا لأنها أسهل وأكثر تحفيزًا للمبتدئين، ثم بعد إتقانها يمكنك بالتزامن مع عملك البدء بتعلم الواجهة الخلفية بإحدى اللغات الخلفية.

كيف تستخدم دورات أكاديمية حسوب لتعلم تطوير الويب؟

توفر حسوب مجموعة من الدورات التي تغطي كلتا الواجهتين الأمامية والخلفية، وسواء كنت تحتاج إلى أن تتعلم تطوير الواجهة الأمامية أو الخلفية أو تطوير الويب الشامل، فإنه من المناسب والأفضل البدء بهذه الدورات، لأنها تبدأ معك من الصفر وتنتهي بالاحتراف، وتمتاز بـ:

  •  تحديثات مستمرة: يتم تحديث محتوى الدورات بشكل مستمر لتواكب أحدث التقنيات.
  • بناء مشاريع متكاملة: تتضمن دورسًا عملية تشرح كيفية بناء مشاريع متكاملة شهيرة.
  • محتواها بالعربية: كافة دروس الدورات مشروحة بلغة عربية مفهومة وواضحة.
  • شهادة معتمدة: ستحصل على شهادة من حسوب بعد إكمال الدورة، ما يساعدك على إيجاد عمل بسرعة.
  • ضمان استعادة المال: إذا لم تحصل على عمل يغطي تكاليف الدورة خلال 6 أشهر من إكمالها، يمكنك استعادة أموالك.

لهذه الأسباب أعتقد أن دورات أكاديمية حسوب هي الطريق الأسرع والأسهل لاحتراف تطوير الويب، فإذا أردت تعلم تطوير ويب الواجهة الأمامية، يمكنك الاشتراك بدورة تطوير الواجهات الأمامية التي تشرح كافة اللغات والتقنيات اللازمة لتصبح مطورًا محترفًا.

وأما إذا أردت احتراف تطوير الواجهة الخلفية بلغة PHP أو Ruby أو JavaScript أو Python، فتستطيع اختيار الدورة المناسبة للغة التي تريدها.

وإذا أردت أن تتعلم تطوير الويب الشامل، فيمكنك البدء بدورة تطوير الواجهات الأمامية، ثم المتابعة بدورة من دورات تطوير الواجهة الخلفية، وبالطبع إذا أردت أن تتعلم أكثر من لغة واحدة لتطوير الواجهة الخلفية يمكنك الاشتراك بأكثر من دورة.

ختامًا تذكَّر أن رحلة تعلم تطوير الويب لا تتطلب بالضرورة خلفية أكاديمية محددة، بل تتطلب شغفًا ورغبة مستمر بالتعلم، واتباع المصادر الصحيحة من البداية، فهذا سيوفر لك أساسًا متينًا وخارطة طريقة واضحة للانطلاق بثقة.

متخصص في تطوير المواقع باستخدام ووردبريس، حيث أتمتع بخبرة شاملة في إنشاء وتخصيص المواقع لتلبية احتياجات العملاء. تمتد خبرتي لتشمل تعديل القوالب وتحسين واجهات المستخدم، مما يمكنني من مساعدة أصحاب المواقع في بناء مواقعهم بطريقة احترافية.