ربما سمعت قبل كذلك أن ووردبريس نظام مفتوح المصدر وهو ما جعله يلقي شعبية وقبولًا واسعًا بين أصحاب المواقع وكذلك المطورين وهو الأكثر شهرة في الاستخدام، ربما يجعلك تتساءل كصاحب موقع: وماذا أستفيد أن نظام ووردبريس مفتوح المصدر؟ ربما تكون هذه الفائدة أنفع للمطورين في استخدامهم للنظام وتطوير أدواته.
دعنا نخبرك أنّ هذه الفائدة له التأثير النافع لصاحب الموقع أكثر من المطورين لأن بالنهاية المطوّر يقوم بصناعة الأداة لخدمة صاحب الموقع بينما المستفيد الحقيقي من النظام وأدواته هو صاحب الموقع.
في هذه المقالة سنتعرف على مفهوم البرمجيات مفتوحة المصدر ولماذا كون نظام ووردبريس مفتوح المصدر يعطيه قوة تنافسية رائعة كأفضل نظام إدارة محتوى.
ما هي البرمجيات مفتوحة المصدر؟
البرمجيات مفتوحة المصدر هي البرمجيات التي تتيح لمستخدميها الإطلاع والتعديل على الشفرة البرمجية ويكون لديهم القدرة على تشغيل البرنامج وتوزيعه وتخصيصه بالشكل الذي يلبي احتياجاتهم.
بالطبع هذه الحرية في الاستخدام تعطي المطوّر الثقة أولًا في البرنامج الذي يعمل معه بإطلاعه على كوده المصدري وكذلك القدرة على تعديل النظام بما يناسب احتياجاته بخلاف البرمجيات الاحتكارية أو البرمجيات مغلقة المصدر التي تتيح لصانع البرنامج حصرًا التعديل عليه وتطويره.
وبالتالي هنا يتابين الميزة التنافسية في البرمجيات مفتوحة المصدر دونًا عن البرمجيات المحتكرة فماذا لو أن برنامجًا مدعومًا من مطوّر واحد مالكه وفي الغالب يهتم بمصالحه المالية وبتحقيق ربح أكبر من بيع البرنامج مقابل برنامج مدعومًا من 1000 مطور على سبيل المثال لديهم مصالح متنوعة تصبّ بالنهاية بإثراء البرنامج؟
بالطبع سيحصل البرنامج على دعم وثقة أكبر لمستخدمي النظام وليس الأمر يتعلق بتوفير بعض النفقات فقط. على سبيل المثال عندما تم إطلاق تطبيق Signal الخاص بالمحادثات لقى قبولًا كبيرًا بسبب كونه مفتوح المصدر بالرغم من استحواذ تطبيقات المحادثات الشهرة على كل مستخدمي الهواتف الذكية (واتساب، تيليجرام.. إلخ).
ووردبريس نظام مفتوح المصدر
يعتبر ووردبريس نظام إدارة محتوى مفتوح المصدر بالاعتماد على رخصة GPL، وبالتالي يساعد ذلك على دراسة الكود وفهمه من قبل المطورين لعمل تحسينات بشكل مستمر للنظام وأدواته، وهذا يجعل البرنامج مجاني تمامًا يستطيع أي مستخدم تحميله من الموقع الرسمي واستخدامه بهذا الشكل.
بتوفر هذه الحرية في استخدام النظام، جعل لذلك الكثير من الميزات الرائعة في ووردبريس مثل ما يلي:
- عدم احتكار النظام لأي شركة وحرية جميع المستخدمين في استخدام وتخصيص النظام
- تحسين النظام بشكل مستمر من قبل المجتمع الكبير الذي يدعم النظام
- تسهيل استخدام النظام بشكل دائم بحسب طلعات واحتياجات أصحاب المواقع
- وفرة أكثر من 30,000 قالب مجاني ومدفوع يستطيع صاحب الموقع الاعتماد عليه
- إتاحة أكثر من 50,000 إضافة مجانية ومدفوعة تقوم بوظائف مختلفة في النظام
- يستطيع أي مطور التعديل على الإضافات والقوالب الحالية أو استحداث قوالب وإضافات تلبي احتياجاته
- صداقة النظام لمحركات البحث سواءًا من ناحية النظام نفسه أو من الأدوات المتوفرة به
- أمانة وحماية النظام بفضل إخضاعه للعديد من الاختبارات المستمرة وسد أي ثغرة
- قدرة صاحب الموقع على التوسع بإمكانيات غير محدودة ليصل للنموذج المطلوب من موقعه
- شهرة النظام بين المطورين وتمكّن أي فرد من العمل على تخصيص وإدارة النظام
- وجود مجتمع ضخم يساعد أصحاب المواقع في تخطي العقبات والتحديات التي تواجههم
وبالتالي فإن هذه الميزات أكسبت النظام المميزات التي تساعد مستخدميه على بناء وتخصيص مواقعهم. وقد يهمك أيضًا أن تقرأ: كيف يعمل نظام الووردبريس، وما مكوناته
كمستخدم عادي، هل يهمك أن يكون البرنامج مفتوح المصدر؟
ربما تسأل أن كل هذه الميزات هي رائعة بالفعل بالنسبة للمطورين الذين يريدون التعديل على النظام وبالتالي يريدون نظامًا مرنًا في التعامل، لكن بالنسبة للمستخدم العادي صاحب الموقع هل يستفيد بالفعل من هذه الميزات؟
سأعطيك مثالًا سريعًا قبل أن أجيبك على هذا السؤال، وهو نظام التدوين الشهير بلوجر المملوك من قبل شركة جوجل والذي يتيح للمستخدمين إنشاء مدوّناتهم بسهولة واستضافتها على خوادم جوجل. بالتأكيد سمعت عن بلوجر من قبل وكان لك تجربة في استخدامه لإنشاء مدونتك، ثم ماذا حصل؟
النظام ظل ساكنًا كنظام للتدوين لا يتعدى طوره عن نظام تدوين ولا يشهد الكثير من التحديثات والتطويرات وبدأ بالاندثار في السنوات الأخيرة ويخشى المستخدمين الذين يعتمدون عليه أن تقوم شركة جوجل بإلغاء النظام في أي لحظة وبالتالي تضيع مدوناتهم في مهب الريح.
كون نظام بلوجر محتكرًا وإن كان قبل شركة كبيرة (جوجل) جعله يفقد أهم الميزات التي يحتاجها المستخدم في النظام وهي التطوير والتحسين بما يوافق احتياجاته. كان نظام بلوجر هو الأشهر إطلاقًا في إنشاء المدونات ثم الآن مع توجه أصحاب المواقع لإنشاء مواقع بتخصيصات أعلى من مجرد التدوين فإن نظام بلوجر لن يكون خيارًا محببًا لهم، وحتى المدونين فلن يكون بلوجر هو النظام الأمثل لهم.
كان من الممكن أن يظل ووردبريس نظام تدوين عند إطلاقه في 2006 ثم يبدأ بالاندثار بشكل تدريجي ويتجه المستخدمون إلى أنظمة وأدوات أخرى تلبي احتياجاتهم، ولكن حرية النظام جعلت المطورون يدعمون النظام بشكل مستمر حتى أصبح بمقدوره إنشاء أي نوع من أنواع المواقع الديناميكية أو مواقع الأعمال أو المتاجر الإلكترونية أو أي نوع آخر.
وستجد أن بلوجر ليس النظام المحتكر الوحيد الذي انحصر استخدامه بسبب احتكاره من قبل الشركة المالكة مقابل الأنظمة الأخرى مفتوحة المصدر.
والآن ربما تقول: أنك كمستخدم عادي فسيكون اهتمامك الأكبر بسهولة الاعتماد على النظام لبناء موقعك والقدرة على استخدامه وتخصيص الموقع بما يناسب احتياجاتك ولن تقوم بتطوير إضافة أو قالب للنظام، فبماذا أستفيد من أن النظام مفتوح المصدر أم محتكر؟
الإجابة على سؤالك هو أنك تحتاج إلى اكتساب الثقة في النظام الذي تعتمد عليه لبناء موقعك والتأكد من أنه يلائم احتياجاتك في الوقت الحالي وفي الوقت المستقبلي وأن الملحقات والخصائص الأساسية للنظام ستساعدك على ذلك.
حاولت التفصيل في هذا الشرح وإعطاء الأمثلة للتمييز بين الأنظمة مفتوحة المصدر والأنظمة المحتكرة ومدى تأثير ذلك على أصحاب المواقع في انتفاعهم من استخدام النظام.
أنظمة إدارة محتوى أخرى مفتوحة المصدر
بالرغم من أن ووردبريس هو النظام الأكثر شهرة والأكثر استخدامًا، إلّا أن هناك أنظمة إدارة محتوى أخرى مفتوحة المصدر يمكنك الاعتماد عليها لبناء موقعك الخاص مثل نظام جوملا المخصص لبناء المدونات والمواقع أو نظامي Drupal و Magento المخصصان لبناء متاجر إلكترونية.
في الحقيقة بالرغم من دعمنا لنظام ووردبريس إلا أننا لا نتحيّز للنظام بشكل أعمى، فإذا وجدت أن احتياجاتك لإنشاء موقعك في نظام آخر غير ووردبريس فهذا لا يعيبك ولكن نتحدث عن فلسفة البرمجيات مفتوحة المصدر مقابل البرمجيات المحتكرة والتي يظهر الفارق الكبير بينهم في تطوّر النظام الذي تعتمد عليه لموقعك.
اترك تعليقك