من خلال خبرتي في إنشاء وإدارة العديد من المتاجر الإلكترونية باستخدام ووكومرس، واجهت تحديات كثيرة في بداياتي، خاصة عند إطلاق أول متجر لي. بعض الأخطاء التي ارتكبتها كانت بسيطة في ظاهرها، لكنها كلفتني وقتًا وجهدًا وتعديلات مكلفة لاحقًا. سأشارك معكم في هذا المقال أبرز هذه الأخطاء التي تعلمت منها دروسًا مهمة، حتى تتجنبها وتبدأ مشروعك على أسس أقوى وأكثر احترافية.
1- اختيار استضافة غير مناسبة
الخطأ الأول هو عدم اختياري لاستضافة مناسبة لاحتياجات متجري، وذلك لأنني لم أُعر اهتمامًا كافيًا لتحديد الموارد المطلوبة للمتجر، مثل سعة التخزين (Storage)، وذاكرة التخزين المؤقت (RAM)، ووحدة المعالجة المركزية (CPU)، بالإضافة إلى النطاق الترددي (Bandwidth) الذي يؤثر بشكل مباشر على استقرار المتجر وقدرته على استيعاب عدد كبير من الزوار في الوقت نفسه.
فكان تركيزي الأكبر على الحصول على استضافة رخيصة، ولذلك لجأت إلى الاستضافة المشتركة باعتبارها الخيار الأرخص من بين جميع خيارات الاستضافة، لكن هذا أدى إلى بطء المتجر بشكل مزعج يؤثر على تجربة المستخدم ونتائج محركات البحث، بالإضافة إلى تعطل المتجر بشكل متكرر، خصوصًا في أوقات الضغط على الخادم. ومع مرور الوقت بدأت تظهر مشكلات الاستضافة المشتركة الأخرى، مثل عدم إمكانية توسعة موارد الخادم، وعدم توفر مراكز بيانات متعددة، وغير ذلك من التحديات.
لذلك من الضروري دراسة وتحديد الموارد المناسبة لخادم الاستضافة في البداية، بما يتوافق مع متطلبات متجرك وحجم الزوار المتوقعين، ويمكنك مراجعة مقالة كيفية تحديد موارد الاستضافة المناسبة لمتطلبات موقعك لمساعدتك في هذه الخطوة.
لا تجعل التكلفة هي العامل الأساسي عند اختيار استضافة لمتجرك، بل ابحث عن الاستضافة التي توفر أفضل قيمة مقابل التكلفة، وتقدم أداءً ثابتًا، وسرعة عالية، ومعدل أمان مرتفع، مع إمكانيات توسعة مرنة مستقبلًا. لهذا السبب، أفُضل حاليًا الاعتماد على الاستضافات السحابية. يمكنك أيضًا مراجعة دليلنا حول أفضل استضافة لإنشاء متجر إلكتروني.
ويجدر بالذكر أن نقل المتجر من استضافة إلى أخرى مستقبلًا قد يؤثر سلبًا على أداء المتجر إذا لم يُنفذ بطريقة احترافية، خاصة فيما يتعلق بترتيب المتجر في نتائج محركات البحث.
2- عدم إدارة التكاليف المالية بشكل صحيح
في بداية إنشائي لمتجري الإلكتروني، تجاهلت وضع ميزانية مبدئية واضحة، واعتمدت على الإنفاق العشوائي في كل خطوة بشكل منفصل. على سبيل المثال، عند شراء الاستضافة خصصت لها ميزانية مستقلة، ثم ميزانية أخرى لشراء قالب المتجر، ثم ميزانية إضافية لشراء الإضافات الضرورية، مما جعل التكلفة النهائية تتجاوز الميزانية المخططة.
لم يساعدني هذا الإنفاق العشوائي على توزيع الميزانية المتاحة بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، بعد الانتهاء من إعداد المتجر، أدركت أن الاستضافة كان يجب أن تحظى بجزء أكبر من الميزانية نظرًا لأثرها الكبير على أداء الموقع. وفي المقابل، كان بالإمكان الاستغناء عن بعض الإضافات المدفوعة والاكتفاء بالإصدارات المجانية خلال الفترة الأولى.
أما المشكلة الأبرز فكانت في إغفالي لتكاليف موارد المتجر الأساسية والتطويرات المستقبلية، ما أدى إلى تراكم المصاريف دون أن أُدرك ذلك، مثل اشتراك الاستضافة، والإضافات المدفوعة، وغيرها من المصاريف الخفية.
كذلك لم أخصص ميزانية للتسويق منذ بداية المتجر، واعتمدت على اعتقاد خاطئ بأن العملاء سيأتون تلقائيًا بعد إطلاقه، مما جعل الإنفاق أكبر من العائد بفارق كبير.
لذلك من الضروري وضع ميزانية مبدئية ومدروسة جيدًا تضمن توزيع المصاريف تدريجيًا من الأكثر أهمية إلى الأقل، مع تحديد النقاط التي يمكن الاستغناء عنها لصالح تعزيز الجوانب الأساسية. بالإضافة إلى ضرورة تخصيص جزء كافٍ من الميزانية للتسويق، لأنه العامل الرئيسي الذي يساعدك على تحقيق العائد المالي اللازم لتطوير المتجر واستمراره.
يمكنك مراجعة مقال تكاليف إنشاء متجر إلكتروني على ووكومرس الأساسية والاختيارية لمساعدتك في بناء ميزانية متجرك.
3- اختيار قالب سيئ لمتجري
المشكلة الثالثة كانت تركيزي عند اختيار قالب متجري على المظهر فقط، وهو خطأ كبير، لأنني في ذلك الوقت لم أكن على دراية كافية بالنقاط الفعلية التي يجب فحصها قبل شراء القالب.
هذا الخطأ كلّفني شراء قالب غير مناسب، واضطررت إلى تنفيذ العديد من التحسينات، خصوصًا في تعريب القالب وتعديل اتجاه الكتابة ليتوافق مع اللغة العربية، لأن القالب لم يكن معرّبًا. ومع مرور الوقت، اضطررت إلى شراء قالب آخر بتكلفة إضافية، يوفّر لمتجري معايير أساسية مثل تجربة مستخدم جيدة، وسرعة عالية، وتوافق كامل مع جميع الأجهزة، خصوصًا الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى تحديثات منتظمة.
لذلك من الأفضل مراجعة مقالة كيف تختار قالب ووكومرس يعبر عن هوية متجرك الإلكتروني؟ لتساعدك في هذه النقطة تفصيليًا قبل شراء أي قالب لمتجرك.
4- إهمال تجربة المستخدم داخل المتجر
بعد إنشائي للعديد من المتاجر الإلكترونية، أدركت أن تجربة المستخدم تُعد من أهم معايير نجاح المتاجر الإلكترونية. فعلى الرغم من توفير كافة النقاط التنافسية للمتجر، إلا أنه إذا لم يتمكن العميل من استكمال خطوات الشراء أو واجه صعوبة في التنقل بين الصفحات، سيغادر المتجر مباشرة ويبحث عن بديل.
لذلك تأكد قبل إطلاق متجرك من فحص تجربة المستخدم بشكل دقيق في جميع صفحات المتجر. تحقق من أن النصوص والصور تظهر بشكل واضح لا يعيق التصفح، وأن الزائر يستطيع التنقل بسهولة بين القوائم والصفحات، وأن تكون تجربة الشراء سلسة وبسيطة، وتجنّب وضع إعلانات مزعجة في أقسام المتجر، لأنها تؤثر سلبًا على تجربة المستخدم.
ضع نفسك ببساطة موضع الزائر قبل إطلاق المتجر، وتصفح جميع الأقسام، وجرّب عملية شراء كاملة بنفسك لاكتشاف المشاكل ومعالجتها. ويُفضل اختبار تجربة المستخدم من أكثر من جهاز، خاصة الهواتف المحمولة.
5- عدم دراسة استراتيجيات التسويق الناجحة
استراتيجيات التسويق هي أساس نجاح مبيعات المتجر. في بداية متجري، لم أولِ اهتمامًا كبيرًا لتطبيق استراتيجيات تسويقية على المتجر. لكن كان التركيز الأكبر على عرض المنتجات بطريقة تسويقية جيدة، مثل اختيار عنوان مميز أو كتابة وصف يبرز مميزات المنتج مع عرض صور عالية الجودة للمنتج. تلك الأمور مهمة بالتأكيد، لكنها كانت تحتاج إلى محفزات لتعزيز مبيعاتها.
فبعد دراسة استراتيجيات التسويق، كانت هذه نقطة التحول في متجري. على سبيل المثال، عروض الـ Cross Sell التي تساعد على زيادة قيمة مشتريات العميل، أو عروض الـ Upsell و الـ Downsell للحصول على أكبر استفادة ممكنة من العميل. بالإضافة إلى خصومات الـ Order Bump والكوبونات الديناميكية والنشرات البريدية وبرامج الولاء وغيرها.
كذلك عززت نتائج تلك الاستراتيجيات التسويقية أيضًا عندما طبقت عليها اختبارات A/B، حتى استطعت فهم سلوك العملاء جيدًا وتحديد استراتيجية بيع مدروسة لتحقيق نتائج فعّالة.
يمكنك مراجعة مقال كيف أنشأت قمع مبيعات لأحد منتجاتي وطورته لتحقيق أقصى نسبة مبيعات؟ للتعرف أكثر على بعض استراتيجيات التسويق الناجحة على ووكومرس.
6- استخدام إضافات كثيرة بدون دراسة
خطأ شائع وقعت فيه، ويقع فيه أغلب المبتدئين عند إنشاء متاجرهم، هو استخدام الكثير من الإضافات على المتجر دون دراسة كافية. تنشأ هذه المشكلة غالبًا نتيجة التعامل مع الإضافات بشكل منفصل.
على سبيل المثال، ثبتت إضافة لتحسين التخزين المؤقت (Cache) مثل W3 Total Cache، وأخرى لتفعيل ميزة التحميل البطيء (Lazy Load) مثل a3 Lazy Load، وثالثة للتكامل مع خدمات CDN مثل BunnyCDN. لكن عند دراسة الأمر جيدًا، ستجد أن هناك إضافات شاملة مثل WP Rocket يمكنها تنفيذ كل هذه المهام بكفاءة من خلال واجهة موحدة، مما يوفر عليك الوقت ويقلل من احتمالية تعارض الإضافات.
لذلك ينبغي تحديد الميزات التي تحتاج إلى تفعيلها على متجرك، ثم البحث عن الإضافات التي توفر أكبر عدد ممكن من هذه الميزات ضمن حزمة واحدة، لتقليل عدد الإضافات المستخدمة، ويجب قراءة تقييمات ومراجعات الإضافات للتأكد من أن تأثيرها على المتجر ليس سلبيًا من حيث الأداء، السرعة، الأمان، أو التعارض مع التطبيقات الأساسية.
يمكنك أيضًا مراجعة دليلنا التفصيلي عن أهم الإضافات لمتاجر ووكومرس لمساعدتك في التعرف على الإضافات الأساسية التي تحتاج إليها في متجرك
7- إهمال تأمين المتجر
لم أفكر في تأمين المتجر إلا بعد أن تعرض لمشكلة تقنية لم أتمكن من التعامل معها، واضطررت إلى إعادة بناء المتجر بالكامل. استغرق هذا الأمر وقتًا طويلًا وتسبب في خسائر مالية، بالإضافة إلى فقدان مجهودي في تحسين أداء متجري على محركات البحث.
وذلك بالرغم من أن عملية تأمين المتجر لا تتطلب سوى بعض الأدوات البسيطة، كما أن هناك عدة خيارات مجانية تساعدك على تنفيذ هذه المهمة وتأمين متجرك وبيانات العملاء لتجنب أي خسائر مستقبلية. وأهم هذه الخطوات هو الاحتفاظ بشكل دائم بنسخة احتياطية من المتجر وبيانات العملاء، بالإضافة إلى تأمين صفحات المتجر، والاعتماد على مزود استضافة بمعايير أمان قوية.
يمكنك الاطلاع على دليلنا حول تأمين وحماية بيانات العملاء على ووكومرس، حيث يوضح الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها للوصول إلى أقصى درجات الأمان لمتجرك.
وبذلك أكون قد شاركت معكم أبرز الأخطاء التي ارتكبتها عند إنشاء أول متجر إلكتروني لي على ووكومرس والدروس المستفادة منها. قد تكون وقعت أنت أيضًا في أخطاء، فلا عيب في ذلك، لكن يجب عليك دائمًا التعلم من أخطائك وتجنبها في المستقبل، ثم الاستثمار الدائم تحسين استراتيجياتك.
وتأكد دائمًا أن الدراسة الجيدة لكل خطوة من خطوات إنشاء متجرك على ووكومرس ستساعدك على تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً، بالإضافة إلى توفير الوقت والتكاليف الإضافية التي قد تواجهها لاحقًا.
اترك تعليقك